بقلم: شريف قنديل
لولا أن رئيس مجلس إدارة الأهرام المصرية ورئيس تحريرها ضيفان شبه دائمين للقنوات الفضائية لقلت إن نشر خبر أجور المذيعين والمذيعات استهدف محاصرتهم أو ترويعهم وفتح النار عليهم. ولأن الأول الدكتور عبد المنعم سعيد ليس مجرد ضيف لبرامج التوك شو وإنما مذيع لبرنامج شهير, ولأن الثاني أسامة سرايا صديق وزميل لمعظم المذيعين والمذيعات, فإنني أستبعد تماما نظرية المؤامرة التي لها هنا مبررات ساطعة يمكن تلخيصها في التالي:
أولا إن خبر أجور المذيعين والمذيعات يتواكب مع مظاهر أو مظاهرات المطالبة الشعبية في مصر بتغيير الحد الأدني للأجور. ثانيا: إن الأسماء الواردة في القائمة تضم أبرز وأشرس المدافعين والمتناولين لقضايا وهموم المشاهدين. ثالثا: الربط أو التذكير المباشر بين أجور المذيعين والمذيعات وأجور الممثلين والممثلات. فإذا كان محمود سعد باعتباره الآن شيخ عرب الجيل الحالي يتقاضي نحو مليوني جنيه شهريا, فإن يحيي الفخراني تقاضى 8 ملايين عن فيلمه "شيخ العرب همام", وإذا كانت منى الشاذلي تتقاضي مليونا ونصف المليون, فقد تقاضت يسرا 6 ملايين في فيلم "الشمع الأحمر", وتقاضت إلهام شاهين مثلها في "إمرأة في ورطة".
والحق هنا أن المؤسسات الرسمية كلها باتت في ورطات وليس ورطة واحدة. ومن هذه الورطات لسان معتز الدمرداش, وهيجان عمرو أديب, ناهيك عن عدوى الجرأة في الطرح والشجاعة في المواجهة التي امتدت لتشمل برامج تلفزيونية عديدة.
لقد حطم جورج قرداحي سقف الأجور منذ برنامجه الشهير "من سيربح المليون", وتبعه فيصل القاسم في " الاتجاه المعاكس", ثم كان ما كان وظهرت منى الشاذلي, قبل أن يؤسس عماد أديب "البيت بيتك" في التلفزيون المصري مرتفعا بسقف الحرية ومستوى النقاش وبالتالي فيضان الإعلان. ولأن الأخير يظل زاد الإعلام ووقوده فقد اشتعلت أجور المذيعين والمذيعات, وهم في كل الأحوال أولى بفلوس الناس من العريانين والعريانات في الفيديوكليبات, اللهم اجعل كلامنا خفيفا عليهم!
*نقلا عن "الوطن" السعودية.